تحليل التربة أخذ العينات و النتائج

الهدف الأساسي للتسميد المعقلن و المتوازن للنباتات هو تقديم الكمية من العناصر المغذية اللازمة و التي لا يمكن أن توفرها التربة. بالتالي فإننا نحتاج لعملية تحليل التربة لتحديد كمية العناصر الغذائية التي يمكن أن توفرها لنا التربة.

تحتوي التربة غالبا على كميات كبيرة من العناصر الغذائية، لكن هذه العناصر تكون في شكل صلب غير قابل للذوبان، و بالتالي فهي غير متوفرة لتمتصها النباتات. على سبيل المثال يمكن أن تحتوي التربة على 6000 كغ من البوتاس في الهكتار، غير أن 60 كغ فقط تكون متوفرة لتمتصها النباتات. الغاية الأساسية من تحليل التربة هي تحديد كمية العناصر الغذائية المتوفرة حاليا و الكمية التي يمكن أن تصبح متاحة مستقبلا.

للقيام بتحليل التربة بالشكل الصحيح، يجب اتباع المراحل التالية؛

أخذ عينات التربة

للقيام بتحليل التربة نبدأ أولا بعملية أخذ العينات، و هي مرحلة مهمة و دقيقة يجب إعطاءها العناية اللازمة، حيث أن جودة و دقة نتائج التحاليل تعتمد على طريقة أخذ العينة و هل أن العينة تمثل بشكل جيد خاصيات التربة في الحقل ككل.

تختلف طرق أخذ عينات التربة حسب الهدف المرجو من تحليل التربة. يقدم الجدول المرفق نظرة عامة سريعة حول كيفية أخذ العينات حسب الأهداف المرجوة من تحليل التربة

يجب أن تتم عملية أخذ العينات بطريقة تجعل العينة المؤخودة تعبر بشكل دقيق عن خصائص و خصوبة التربة في الحقل بأكمله.

حتى إذا كانت التربة تبدو متجانسة على السطح إلا أنها يمكن أن تحتوي على اختلافات يمكن أن تكون إختلافات طبيعية أو نتيجة للتقنيات الزراعية كالري و التسميد. إذا كان الحقل يحتوي على مناطق غير متجانسة فيجب تحديدها و أخذ عينات منها بشكل منفصل.

أهم طرق أخذ العينات

♦ الطريقة العشوائية: أماكن أخذ العينات يتم اختيارها عشوائيا في الحقل.

♦ الطريقة الموجهة: أماكن أخذ عينات التربة يتم اختيارها حسب مسار محدد مسبقا (على القطر أو على خط متعرج أو على خطين متقاطعين).

عدد عينات التربة

بشكل عام، بالنسبة لحقل مساحته 2 إلى 10 هكتارات يمكن أخذ عينة إلى عينتين من التربة مكونة من مجموعة من العينات الصغيرة المأخوذة من مناطق مختلفة من الحقل.

عينة التربة التي سترسل للمختبر تتكون من 5 إلى 10 عينات مختلطة بشكل جيد. يتم تفتيت و خلط العينات المأخوذة جيدا في وعاء نظيف، ثم يتم أخذ حوالي كيلوغرام واحد من الخليط و وضعه في كيس بلاستيكي لإرساله إلى المختبر. ترسل العينة للمختبر مرفوقة ببطاقة المعلومات التي تتضمن معلومات حول الحقل تساعد في تفسير نتائج التحاليل. يجب أن تحفظ العينة في مكان بارد قبل إرسالها للمختبر.

تأويل و تفسير نتائج التحاليل

الأرقام الموجودة في تقرير تحليل التربة لا تعطي بشكل دقيق كمية العناصر الغذائية المتوفرة للنبات، لكن عند تفسيرها بشكل صحيح تعطي فكرة عامة عن خصوبة التربة.

يزودنا تقرير التحاليل المخبرية بفكرة حول مستويات العناصر الغذائية في عينة التربة، إلا أن الأرقام قد تكون موضع إلتباس و غموض في بعض الحالات بسبب إختلاف طرق تقديم النتائج و الوحدات المستعملة من مختبر لآخر.

بالإضافة للأرقام، فإن المختبر الجيد يجب أن يقدم وصفا لمتسوى العناصر المغذية في التربة. يمكن أن يكون هذا الوصف نصيا كأن يشار في التقرير مثلا “الفوسفور ضعيف جدا” أو “الكالسيوم مرتفع جدا”. كما يكون وصف مستوى العناصر على شكل رسم بياني و هي الطريقة المفضلة لأنها سهلة الفهم و الإستيعاب و تقدم صورة عامة عن خصائص و خصوبة التربة.

الآن و بعد أن حصلنا على تقرير المختبر و نعرف خصائص تربتنا و مستوى العناصر فيها؛ مثلا “مستوى الفوسفور ضعيف”، كم سنعطي من التسميد الفوسفوري لتغطية الحاجيات؟ الجواب على هذا السؤال يعتمد على نوع المحصول، مثلا الخس يحتاج لكمية أكبر من الفوسفور مقارنة مع زراعة الموز على نفس التربة. يقدم المختبر توصيات حول كميات الأسمدة التي يجب إعطاءها حسب نوع المحصول، لكن يجب ملائمة هذه الكميات حسب ظروف الإنتاج الخاصة.

العامل الأساسي الذي يجب مراعاته هو المردودية

♦ إذا توفرت ظروف الإنتاج الجيدة من استعمال الأصناف الجيدة و مياه الري و مكافحة الحشرات و الأمراض فإنه يمكن تحقيق مردودية عالية، مما يتطلب كميات كبيرة من العناصر الغذائية و بالتالي كميات كبيرة من الأسمدة.

♦ أما إذا كانت ظروف الإنتاج سيئة (ملوحة عالية، عدم انتظام الري….) و تعرف أن لا يمكن الحصول على مردودية كبيرة، فيجب خفض كميات الأسمدة لأن المحصول لن يستهلك كميات كبيرة من العناصر المغذية.

مختبر تحاليل التربة لا يعرف ظروف الإنتاج في الحقل و بالتالي لا يستطيع اتخاذ القرارات بدلا عنك. في بعض الحالات قد يطلب منك المختبر المردودية المنتظرة من المحصول و يعدل التوصيات وفقا لذلك، و في الحالات الأخرى يقدم المختبر توصيات عامة و يجب عليك تعديلها لملائمة ظروفك الخاصة.